فصل: أمر النيل

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


ثم في

 سنة ست وستين سار بدر الجمالي أمير الجيوش من عكا إلى مصر

ومعه عبد الله بن المستنصر باستدعاء المستنصر بعد قتل ابن حمدان بمدة‏.‏

واسم ابن حمدان الحسن بن الحسين بن حمدان أبو محمد التغلبي الأمير ناصر الدولة ذو المجدين‏.‏

سبب قتل ابن حمدان المذكور وسببه أنه كان ابن حمدان اتفق مع إلدكز التركي وكان إلدكز تزوج بابنته فاتفقا اتفاقا كليًا وتحالفا وأمن أحدهما للآخر‏.‏

ووصل ناصر الدولة إلى مصر - أعني بعد توجهه إلى الإسكندرية حسب ما ذكرناه - على طمأنينة مرتبًا للمواكب والعساكر فركب إلدكز يوم الجمعة مستهل شهر رمضان في خمسين فارسًا وكان له غلام يقال له‏:‏ أبو منصور كمشتكين ويلقب حسام الدولة وكان يثق به فقال له إلدكز‏:‏ أريد أن أطلعك على أمر لم أر له أهلا غيرك قال‏:‏ وما هو قال‏:‏ قد علمت ما فعل ابن حمدان بالمسلمين من سفك الدماء والغلاء والجلاء وقد عزمت على قتله فهل فيك موافقة ومشاركة وأريح الإسلام منه فقال نعم ولكن أخاف أن يفلت فتتبرأ مني قال لا‏.‏

وقصدوا ابن حمدان قبل أن يلحقه أصحابه واستأذنوا عليه فأذن لهم فدخلوا والفراشون ينفضون البسط ليقعد عليها ابن حمدان وهو يتمشى في صحن الدار ومشى إلدكز معه ثم تأخر عنه وضربه بيافروت كان معه وهو سكين مغربي في خاصرته وضربه كمشتكين فقطع رجليه فصاح‏:‏ فعلتموها‏!‏ فحزوا رأسه‏.‏

وكان محمود بن ذبيان أمير بني سنبس في خزانة الشراب فدخلوا عليه وقتلوه‏.‏

ثم خرجوا إلى دار كان فيها فخر العرب ابن حمدان وقد شرب دواء وعنده الأمير شاور فقتلوهما‏.‏

وخرجوا إلى خيمة الأمير تاج المعالي بن حمدان أخي ناصر الدولة وكان على عزم المسير إلى الصعيد فهرب إلى خراب مقابل خيمته فكمن فيه فرآه بعض العبيد فأعطاه معضدة فيها مائة دينار وقال له‏:‏ اكتم علي فأخذها العبد وجاء إلى إلدكز ونم عليه فدخل وقتله‏.‏

وانهزم ابن أخي ابن المدبر في زي المكدين فأخذ وكان قد تزوج بإحدى بنات نزار ابن المستنصر الخليفة فقطع ذكره وجعل في فمه ثم قتل‏.‏

وقطع ابن حمدان قطعًا وأنفذ كل قطعة إلى بلد‏.‏

وجاءوا إلى القصر إلى الخليفة المستنصر هذا ومعهم الرؤوس وأرسلوا إلى الخليفة وقالوا‏:‏ قد قتلنا عدوك وعدونا من أخرب البلاد وقتل العباد ونريد من المستنصر الأموال‏.‏

فقال المستنصر‏:‏ أما المال فما ترك ابن حمدان عندي مالا‏.‏

وأما ابن حمدان فما كان عدوي وإنما كانت الشحنة بينك وبينه يا إلدكز فهلكت الدنيا بينكما وإني ما اخترت ما فعلت من قتله ولا رضيته وستعلم غب الغدر ونقض العهد‏.‏

ووقع بينهما كلام كثير‏.‏

وآل الأمر إلى بيع المستنصر قطع مرجان وعروضًا وحمل إلى إلدكز ورفقته مالا من أثمان ذلك وغيره‏.‏

ثم علم المستنصر أن أمره يؤول مع إلدكز إلى شر حال فلذلك أرسل أحضر بدرًا الجمالي المقدم ذكره‏.‏

ولما حضر بدر الجمالي إلى مصر وجد إلدكز تغلب عليها‏.‏

وكان إلدكز قد وصل إلى دمياط وبها ابن المدبر وكان قد هرب منه فقتله وصلبه وعاد إلى مصر واتفق مع بدر الجمالي وتحالفا وتعاهدا‏.‏

فلم يكن إلا مدة يسيرة وقبض بدر الجمالي على إلدكز وأهانه وعذبه وطالبه بالمال فلم يظهر سوى اثني عشر ألف دينار وكان له من الأموال والجواهر شيء كثير إلا أنه لم يقر به فقتله بدر الجمالي وقيل‏:‏ هرب إلى الشام‏.‏

وأخذ بدر الجمالي في إصلاح أمور الديار المصرية‏:‏ انتزع الشرقية من أيدي عرب لواتة وقتل منهم مقتلة عظيمة وأسر أمراءهم وأخذ منهم أموالا جمة وعمر الريف فرخصت الأسعار ورجعت إلى عادتها القديمة‏.‏

ثم أخذ الإسكندرية وسلمها إلى القاضي ابن المحيرق‏.‏

وأصلح أموال الصعيد واستدعى أكابرهم إليه فجاءه منهم الكثير‏.‏

وصلح الحال لهلاك الأضداد ورفعت الفتن وانفرد أمير الجيوش بدر الجمالي بالأمر إلى أن مات في خلافة المستنصر‏.‏

وتولى بعده ابنه الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش بدر الجمالي المذكور‏.‏

ويأتي ذكر ذلك وغيره مما ذكرنا من الغلاء والفناء والحروب في الحوادث المتعلقة بالمستنصر من سنين خلافته على سبيل الاختصار كما هو عادة هذا الكتاب إن شاء الله تعالى‏.‏

ودام المستنصر في الخلافة وهو كالمحجوز عليه مع بدر الجمالي ثم من بعده مع ولده الأفضل شاهنشاه إلى أن توفي بالقاهرة في يوم عيد الفطر وهو يوم الخميس سنة سبع وثمانين وأربعمائة‏.‏

وبايع الناس ابنه أحمد من بعده ولقب بالمستعلي بالله‏.‏

وقام الأفضل شاهنشاه بن بدر الجمالي بتدبير ملكه‏.‏

وقد تقدم مدة إقامة المستنصر في الخلافة وكم عاش من السنين في أول ترجمته فيطلب هناك‏.‏

ومما رثي به المستنصر قول حظي الدولة أبي المناقب عبد الباقي بن علي التنوخي الشاعر‏:‏ الطويل‏.‏

وليس ردى المستنصر اليوم كالردى ولا أمره أمر يقاس به أمر لقد هاب ملك الموت إتيانه ضحى ففاجأه ليلا ولم يطلع الفجر فأجرى عليه حين مات دموعنا سماء فقال الناس لا بل هو القطر وقد بكت الخنساء صخرًا وإنه ليبكيه من فرط المصاب به الصخر وقلدها المستعلي الظهر حسب ما عليه قديمًا نص والده الطهر وهي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة‏.‏

فيها في المحرم خلع الخليفة القائم بأمر الله على الأفضل أبي تمام محمد بن محمد بن علي الزينبي الحنفي العلوي وفوض إليه نقابة الهاشميين والصلاة وأمره باستخلاف أبي منصور محمد على ذلك وأحضر الخليفة القضاة والأعيان وقال لهم‏:‏ قد عولنا على محمد بن محمد بن علي الزينبي في نقابة أهله من العباسيين رعاية لحقوق سالفة‏.‏

فقبل أبو تمام الأرض وخلع عليه السواد والطيلسان ونقب عميد الرؤساء‏.‏

وفيها لم يحج أحد من العراق‏.‏

وحج الناس من مصر وغيرها‏.‏

وفيها توفي أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان الإمام العلامة أبو الحسين الحنفي الفقيه البغدادي المشهور بالقدوري‏.‏

قال أبو بكر الخطيب‏:‏ لم يحدث إلا شيئًا يسيرًا كتبت عنه وكان صدوقًا انتهت إليه بالعراق رياسة أصحاب أبي حنيفة وعظم عندهم قدره وارتفع جاهه وكان حسن العبارة في النظر جريء اللسان مديمًا للتلاوة‏.‏

قلت‏:‏ والفضل ما شهدت به الأعداء ولولا أن شأن هذا الرجل كان قد تجاوز الحد في العلم والزهد ما سلم من لسان الخطيب بل مدحه مع عظم تعصبه على الساعة الحنفية وغيرهم فإن عادته ثلم أعراض العلماء والزهاد بالأقوال الواهية والروايات المنقطعة حتى أشحن تاريخه من هذه القبائح‏.‏

وصاحب الترجمة هو مصنف مختصر القدوري في فقه الحنفية وشرح مختصر الكرخي في عدة مجلدات وأملى التجريد في الخلافيات أملاه في سنة خمس وأربعمائة وأبان فيه عن حفظه لما عند الدار قطني من أحاديث الأحكام وعللها وصنف كتاب التقريب الأول في الفقه في خلاف أبي حنيفة وأصحابه في مجلد والتقريب الثاني في عدة مجلدات‏.‏

وكانت وفاته في منتصف رجب من السنة‏.‏

ومولده سنة اثنتين وستين وثلاثمائة‏.‏

وقد روينا جزأه المشهور عن الشيخ رضوان بن محمد العقبي عن أبي الطاهر بن الكويك عن محمد بن البلوي أنا عبد الله بن عبد الواحد بن علاق أنا فاطمة بنت سعد الخير الأنصارية أنا أبو بكر بن أبي طاهر أنا العلامة أبو الحسين القدوري رحمه الله تعالى‏.‏

وفيها توفي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا الرئيس أبو علي صاحب الفلسفة والتصانيف الكثيرة‏.‏

كان إمام عصره في الحكمة وعلوم الأوائل بل كان إمامًا في سائر العلوم‏.‏

وتصانيفه كثيرة في فنون العلوم حتى قيل عنه‏:‏ إنه ليس في الإسلام من هو في رتبته‏.‏

قال أبو عبد الله الذهبي‏:‏ كان ابن سينا آية في الذكاء وهو رأس الفلاسفة الإسلاميين الذين مشوا خلف العقول وخالفوا الرسول - قلت‏:‏ لم يكن ابن سينا بهذه المثابة بل كان حنفي المذهب تفقه على الإمام أبي بكر بن أبي عبد الله الزاهد الحنفي - وتاب في مرض موته وتصدق بما كان معه وأعتق مماليكه ورد المظالم على من عرفه وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة إلى أن توفي يوم الجمعة في شهر رمضان‏.‏

قلت‏:‏ ومن يمشي خلف العقول ويخالف الرسول لا يقلد الأحكام الشرعية ولا يتقرب بتلاوة القرآن العظيم‏.‏

وفيها توفي محمد بن أحمد بن أبي موسى أبو علي الهاشمي البغدادي شيخ الحنابلة وعالمهم وصاحب التصانيف الكثيرة‏.‏

مات في شهر ربيع الآخر‏.‏

وفيها توفي مهيار بن مرزويه الديلمي أبو الحسن الكاتب الشاعر المشهور كان مجوسيًا فأسلم على يد الشريف الرضي وهو أستاذه في الأدب والنظم والتشيع‏.‏

اشتغل حتى مهر في الأدب والكتابة والتشيع حتى صار من كبار الشعراء الروافض‏.‏

قال أبو القاسم بن برهان النحوي‏:‏ كان مجوسيًا فأسلم في سنة أربع وتسعين وثلاثمائة فقلت له‏:‏ يا أبا الحسن انتقلت بإسلامك من زاوية في جهنم قال‏:‏ وكيف قلت‏:‏ لأنك كنت مجوسيًا ثم صرت تتعرض لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمجوسي والرافضي في النار‏.‏

انتهى‏.‏

قلت‏:‏ وأما شعر مهيار ففي غاية الجودة‏.‏

فمن ذلك قوله‏:‏ البسيط‏.‏

أستنجد الصبر فيكم وهو مغلوب ** وأسأل النوم عنكم وهو مسلوب

وأبتغي عندكم قلبًا سمحت به ** وكيف يرجع شيء وهو مـوهوب

أظلت علينا منك يومًا غمامة ** أضاء لها برق وأبطا رشاشهـــا

فلا غيمها يجلى فييأس طامع ** ولا غيثها يأتي فيروى عطاشـها

وفيها توفي الحسن بن عبد الله بن حمدان ناصر الدولة أبو المطالح التغلبي ويعرف بذي القرنين ووجيه الدولة‏.‏

ولي إمرة دمشق للحاكم بأمر الله ثم عزل عنها بلؤلؤ ثم أعيد إليها سنة خمس عشرة وأربعمائة من قبل الظاهر بن الحاكم ومات بها وقيل بمصر‏.‏

وكان شاعرًا أديبًا شجاعًا فصيحًا‏.‏

ومن شعره‏:‏ الرمل‏.‏

موعدي بالبين ظنا أنني بالبين أشقى ما أرى بين مماتي وفراقي لك فرقا لا تهددني ببين لست منه أتوقى إنما يشقى ببين منك من بعدك يبقى أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع وثماني عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة خمس عشرة ذراعًا وتسع أصابع‏.‏

فيها توفي عبد الرحمن بن عبد الله بن علي أبو علي العدل ويعرف بابن أبي العجائز ولد سنة أربعين وثلاثمائة بدمشق وبها مات في المحرم وكان ثقة سمع الحديث ورواه روى عنه غير واحد قال‏:‏ وحدثنا محمد بن سليمان الربعي عن محمد بن تمام الحراني عن محمد بن قدامة قال‏:‏ أتينا سفيان بن عيينة فحجبنا فجاء خادم لهارون الرشيد يقال له حسين في طلبه فأخرجه فقدنا إليه فقلنا‏:‏ أما أهل الدنيا فيصلون إليك وأما نحن فلا نصل‏!‏ فنظر إلينا وقال‏:‏ لا أفلح صاحب عيال ثم أنشد‏:‏ البسيط‏.‏

اعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري ثم قال‏:‏ بم تشبهون قوله عليه الصلاة والسلام إخبارًا عن ربه تعالى‏:‏ ‏"‏ ما أشغل عبدي ذكري عن مسألتي إلا أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ‏"‏ فقلنا‏:‏ قل يرحمك الله فقال قول القائل‏:‏ الكامل - مجزوء‏.‏

وفتى خلا من ماله ومن المروءة غير خال أعطاك قبل سؤاله وكفاك مكروه السؤال وفيها توفي أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد الله العلوي الطلمنكي الحافظ كان إمامًا حافظًا محدثًا‏.‏

مات في ذي الحجة وله تسعون سنة‏.‏

وفيها توفي الحسن بن علي بن الصقر الإمام الكاتب المقرئ صاحب زيد بن أبي بلال الكوفي كان فاضلًا قرأ القراءات بالروايات وبرع في فنون‏.‏

وفيها توفي أبو الوليد يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث المقرئ القرطبي الفقيه المعروف بابن الصفار قاضي الجماعة كان من أوعية العلم كان فقيهًا محدثًا عالمًا زاهدًا‏.‏

مات في شهر رجب‏.‏

 أمر النيل

في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وخمس أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة خمس عشرة ذراعًا وعشرون إصبعًا‏.‏

السنة الثالثة من خلافة المستنصر وهي سنة ثلاثين وأربعمائة‏.‏

فيها سأل جلال الدولة الخليفة القائم بأمر الله أن يلقب ابنه لقبًا فلقبه الملك العزيز وكان مقيمًا بواسط‏.‏

قلت‏:‏ وهذا أول لقب سمعناه من ألقاب ملوك الأتراك وغيرهم من ملوك زماننا‏.‏

وفيها استولى بنو سلجوق على خراسان والجبال وهرب منهم السلطان مسعود بن محمود بن سبكتكين إلى غزنة واقتسموا البلاد‏.‏

وهذا أول ظهور بني سلجوق الآتي ذكرهم في عدة أماكن‏.‏

وأصلهم أتراك من ما وراء النهر فزوج سلجوق ابنته من رجل يعرف بعلي تكين فأفسدوا على محمود بن سبكتكين البلاد بالنهب والغارات فقصدهم محمود بن سبكتكين فقبض على سلجوق المذكور وهرب علي تكين وطغرلبك واسمه محمد بن ميكائيل بن سلجوق وبقي طغرلبك في أربعة آلاف خركاه إلى أن توفي محمود بن سبكتكين واشتغل ابنه مسعود بن محمود بن سبكتكين باللهو‏.‏

فصار أمر طغرلبك ينمو إلى مسعودًا وهزمه واستولى على خراسان وولى أخاه داود مرو وسرخس وبلخ وولى ابن عمه الحسن بن موسى هراة وبوشنج وسجستان‏.‏

وولى أخاه لأمه إبراهيم ينال دهستان‏.‏

وعظم أمر طغرلبك إلى أن كان من أمره ما سنذكره في عدة أماكن إن شاء الله تعالى‏.‏

وفيها توفي أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الحافظ أبو نعيم الأصبهاني الصوفي والأحول سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء كان أحد الأعلام جمع بين علو الرواية وكثرة الدراية ورحل إليه من الأقطار وألحق الصغار بالكبار وولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة بأصبهان‏.‏

واستجاز له أبوه طائفة من شيوخ العصر حتى تفرد في آخر عمره في الدنيا عنهم‏.‏

وفيها توفي عبد الملك بن محمد بن عبد الله الشيخ أبو القاسم البغدادي الواعظ‏.‏

كان مسند العراق في زمانه سمع الحديث وروى الكثير‏.‏

قال أبو بكر الخطيب‏:‏ كتبنا عنه وكان ثقة ثبتًا صالحًا ولد سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة‏.‏

وفيها توفي موسى بن عيس بن أبي حاج الفاسي المقرئ الإمام أبو عمران الفاسي الدار الغفجومي النسب - وغفجوم‏:‏ قبيلة من زناتة - البربري الفقيه المالكي نزيل القيروان وإليه انتهت رياسة العلم بها‏.‏

تفقه على أبي الحسن القابسي وهو أجل أصحابه ودخل الأندلس فتفقه على أبي محمد الأصيلي وسمع وحدث وحج غير مرة وكان من كبار العلماء‏.‏

وفيها توفي الفضل بن منصور أبو الرضا البغدادي المعروف بابن الظريف كان شاعرًا أديبًا‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وست أصابع مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وعشرون إصبعًا‏.‏

السنة الرابعة من خلافة المستنصر وهي سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة‏.‏

فيها توفي محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب بن مروان القاضي أبو العلاء الواسطي أصله من فم الصلح ونشأ بمدينة واسط‏.‏

وكان فقيهًا فاضلًا محدثًا سمع الحديث وولي القضاء‏.‏

ومات ببغداد في جمادى الآخرة من السنة‏.‏

وفيها توفي محمد بن الفضل بن نظيف أبو عبد الله المصري الفراء مسند الديار المصرية في زمانه سمع الكثير وتفرد بأشياء وروى عنه خلائق كثيرة‏.‏

ومات في شهر ربيع الآخر وله تسعون سنة‏.‏

وفيها شغب الأتراك وخرجوا بالخيم إلى شاطئ دجلة وشكوا من تأخر النفقة ووقوع الاستيلاء على إقطاعاتهم فعرف السلطان هذا فكاتب دبيس ابن علي بن مزيد وأبا الفتح بن ورام وأبا الفوارس بن سعد ثم كتب إلى الأتراك يلومهم‏.‏

وحاصل الأمر أن الناس ماجوا وانزعجوا ووقع النهب وغلت الأسعار وزاد الخوف حتى إن الخطيب صلى صلاة الجمعة بجامع براثا وليس وراءه إلا ثلاثة أنفس ونودي في الجمعة المقبلة‏:‏ من أراد الصلاة بجامع براثا فكل ثلاثة أنفس بدرهم خفارة‏.‏

وفيها توفي القاضي أبو العلاء صاعد بن محمد بن أحمد الفقيه الاستوائي الحنفي قاضي نيسابور وفقيهها وعالمها كان إمامًا فقيهًا عالمًا عفيفًا ورعًا كثير العلم كان المعول على فتواه بنيسابور في زمانه‏.‏

ومات في هذه السنة‏.‏

قاله الذهبي رحمه الله‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي القاضي أبو العلاء صاعد بن محمد بن أحمد الفقيه الاستوائي الحنفي قاضي نيسابور وفقيهها والقاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي المقرئ وأبو الحسن محمد بن عوف المزني في شهر ربيع الآخر وأبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف المصري الفراء في شهر ربيع الآخر وله تسعون سنة وأبو المعمر مسدد بن علي الأملوكي خطيب حمص‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وعشر أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وعشر أصابع‏.‏

السنة الخامسة من خلافة المستنصر وهي سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة‏.‏

فيها اتفق جلال الدولة مع قرواش وتحالفا وسكنت الفتنة بينهما‏.‏

وفيها توفي القاضي أبو العلاء صاعد المقدم ذكره في السنة الماضية في قول صاحب مرآة الزمان‏.‏

وفيها توفي أبو بكر محمد بن عمر بن بكير بن النجار كان إمامًا عالمًا محدثًا‏.‏

مات في هذه السنة‏.‏

وفيها توفي عبد الباقي بن محمد الحافظ أبو القاسم الطحان كان إمامًا فاضلًا فقيهًا محدثًا‏.‏

مات ببغداد في جمادى الأولى من هذه السنة‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي الحافظ أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري وأبو القاسم عبد الباقي بن محمد الطحان ببغداد في جمادى الأولى وأبو بكر محمد بن عمر بن بكير النجار‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وعشر أصابع مثل الخالية‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وعشرون إصبعًا‏.‏

السنة السادسة من خلافة المستنصر وهي سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة‏.‏

فيها توفي محمد بن جعفر ابن الحسين المعروف بالجهرمي أبو الحسين البغدادي المقرئ كان فاضلًا قارئًا أديبًا شاعرًا محدثًا‏.‏

ومن شعره‏:‏ الكامل يا ويح قلبي من تقلبه أبدًا يحن إلى معذبه قالوا كتمت هواه عن جلد لو كان لي جلد لبحت به وفيها توفي السلطان مسعود ابن السلطان محمود بن سبكتكين أبو سعيد صاحب خراسان وغزنة وغيرهما‏.‏

كان ملكًا عادلًا حسن السيرة في الرعية سلك طريق أبيه في الغزو وفتح البلاد إلا أنه كان عنده محبة في اللهو والطرب‏.‏

وكان ولي الملك بعد موت أبيه السلطان محمود في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وأربعمائة فكانت مدة حكمه على بلاد الهند وغيرها اثنتي عشرة سنة إلا أشهرًا‏.‏

فيها توفى الأمير أنوشتكين الدزبري قسيم الدولة نائب الشام للمستنصر صاحب الترجمة كان خصيصًا عند المستنصر يندبه إلى المهمات وكان شجاعًا مقدامًا عظيم الهيبة حسن السياسة طرد العرب من الشام وأباد المفسدين ومهد أمور الشام حتى أمنت السبل في أيامه‏.‏

وقد قدمنا من ذكره نبذة في ترجمة المستنصر في هذا المحل‏.‏

ولما مات ولي دمشق بعده الأمير ناصر الدولة الحسن بن الحسين ابن عبد الله بن حمدان‏.‏

وفيها توفي الأمير أبو جعفر علاء الدولة بن كاكويه صاحب أصبهان‏.‏

ولي بعده منصور وأقام الدعوة والسكة للملك أبي كاليجار في جميع بلاد أبيه‏.‏

وفيها توفي سعيد بن العباس الحافظ أبو عثمان القرشي الهروي كان إمامًا فاضلًا محدثًا فقيهًا‏.‏

مات في المحرم من هذه السنة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وسبع عشرة إصبعًا‏.‏

وهي سنة أربع وثلاثين وأربعمائة‏.‏

فيها ورد الخبر من تبريز أن زلزلة عظيمة وقعت بها هدمت قلعتها وسورها وكثيرًا من دورها ومساكنها ونجا أميرها بنفسه‏.‏

واحصي من مات تحت الهدم فكانوا خمسين ألفًا ولبس الناس بها السواد وجلسوا على المسوح لعظم هذه المصيبة‏.‏

ثم زلزلت تدمر أيضًا وبعلبك فمات تحت الهدم معظم أهل تدمر‏.‏

وفيها توفي حمزة بن الحسن بن العباس الشريف العلوي أبو يعلى فخر الدولة‏.‏

ولي قضاء دمشق عن الظاهر العبيدي وهو الذي أجرى الفوارة بجيرون وبني قيساريه الأشراف وتعرف بالفخرية‏.‏

قال الشريف أبو الغنائم عبد الله بن الحسين‏:‏ أنشدني لقس بن ساعدة في النجوم‏:‏ الكامل‏.‏

علم النجوم على العقول وبال وطلاب شيء لا ينال ضلال ماذا طلابك علم شيء اغلقت من دونه الأبواب والأقفال افهم فما أحد بغامض فطنة يدري متى الأرزاق والآجال إلا الذي من فوق سبع عرشه فلوجهه الإكرام والإفضال وفيها توفي عبيد الله بن هشام بن سوار أبو الحسين من أهل داريا بدمشق كان إمامًا فاضلًا وفيها توفي عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غفير أبو ذر الأنصاري الهروي المالكي الحافظ كان يعرف في بلده بابن السماك سمع الحديث ورحل إلى البلاد وكان إمامًا عالمًا فاضلًا سخيًا صوفيًا‏.‏

قال القاضي عياض‏:‏ ولأبي ذر كتاب كبير مخرج على الصحيحين و كتاب السنة والصفات‏.‏

رحمه الله تعالى‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وسبع عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وست عشرة إصبعًا‏.‏

السنة الثامنة من الخلافة المستنصر وهي سنة خمس وثلاثين وأربعمائة‏.‏

فيها لم يحج أحد من العراق‏.‏

وحج الناس من مصر وغيرها‏.‏

وفيها توفي الحسين بن عثمان بن أحمد بن سهل بن أحمد بن عبد العزيز أبي دلف أبو سعد العجلي كان إمامًا محدثًا سافر إلى خراسان ثم عاد إلى بغداد وحدث بها ثم انتقل إلى مكة فتوفي بها في شوال‏.‏

وفيها توفي عبيد الله بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر أبو القاسم الصيرفي المحدث كان صالحًا ثقة مكثرًا في الحديث‏.‏

وفيها توفي السلطان أبو طاهر جلال الدولة بن بهاء الدولة فيروز بن عضد الدولة بويه بن ركن الدولة الحسن بن بويه‏.‏

ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة‏.‏

وكان ملكًا محببًا للرعية حسن السيرة وكان يحب الصالحين‏.‏

ولقي في سلطنته من الأتراك شدائد‏.‏

ومات ليلة الجمعة خامس شعبان وغسله أبو القاسم بن شاهين الواعظ وأبو محمد عبد القادر بن السماك ودفن بداره في دار المملكة في بيت كان دفن فيه عضد الدولة وبهاء الدولة قبل نقلهما إلى الكوفة ثم نقل بعد سنة إلى مقابر قريش‏.‏

وكان عمره لما مات إحدى وخمسين سنة وشهرًا ومدة ولايته على بغداد ست عشرة سنة وأحد عشر شهرًا‏.‏

ولما مات كان ابنه الملقب بالملك العزيز بواسط فكتب إليه الخليفة القائم بأمر الله يعزيه فيه‏.‏

قلت‏:‏ وجلال الدولة هذا أحسن بني بويه حالًا إن لم يكن رافضيًا على قاعدتهم النجسة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع واثنتان وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وست أصابع‏.‏

وهي سنة ست وثلاثين وأربعمائة‏.‏

فيها دخل أبو كاليجار بغداد ولم يخرج الخليفة القائم بأمر الله إلى لقائه فنزل في دار المملكة وأخرج منها عيال جلال الدولة وضرب الدبادب على بابه في أوقات الصلوات الخمس فروسل بالاقتصار على ثلاثة أوقات كما كانت العادة فلم يلتفت إلى رسول الخليفة واستمرت الدبادب في خمسة أوقات‏.‏

وفيها توفي الحسين بن علي بن محمد بن جعفر أبو عبد الله الصيمري العلامة‏.‏

ولد سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وكان أحد الفقهاء الحنفية الأعلام كان جيد النظر حسن العبارة وافر العقل صدوقًا ثقة انتهت إليه رياسة الحنفية ببغداد وولي القضاء بالمدائن وغيرها وكان في ولايته نزهًا عفيفًا دينًا ورعًا‏.‏

مات ليلة الأحد حادي عشرين شوال ودفن في داره بدرب الزرادين‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن أبو محمد الأصبهاني ويعرف بابن اللبان كان صائمًا قائمًا صدوقًا ثقة أحد أوعية العلم وله التصانيف الحسان‏.‏

وفيها توفي علي بن الحسن بن إبراهيم أبو الحسن الصوفي الوكيل كان دينًا خيرًا سكن مصر وبها كانت وفاته في شعبان‏.‏

وفيها توفي محمد بن أحمد بن بكير أبو بكر التنوخي الخياط الدمشقي كان يؤم بمسجد أبي وفيها توفي محمد بن علي بن الطيب أبو الحسين البصري المتكلم سكن بغداد ودرس بها على مذهب المعتزلة وله تصانيف كثيرة‏:‏ منها المعتمد في أصول الفقه لم يصنف في فنه مثله‏.‏

وفيها توفي محسن بن محمد بن العباس الشريف الحسيني كان نقيب الطالبيين بدمشق وولي القضاء بها بعد أخيه لأمه فخر الدولة نيابة عن أبي محمد القاسم بن النعمان قاضي قضاة خليفة مصر‏.‏

ومات بدمشق في المحرم‏.‏

وفيها توفي علي بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه الشريف أبو طالب العلوي الموسوي المعروف بالشريف المرتضى نقيب الطالبيين ببغداد وهو أخو الشريف الرضي‏.‏

قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي‏:‏ وكل منهما رافضي وكان المرتضى أيضًا رأسًا في الاعتزال كثير الإطلاع والجدل‏.‏

ثم ذكر كلامًا عن ابن حزم في هذا المعنى أنزه الشريف عن ذكره مراعاة لسلفه الطاهر لا لاعتقاده القبيح في الصحابة‏.‏

وكان الشريف المرتضى عالمًا فاضلًا أديبًا شاعرًا‏.‏

ومن شعره من جملة قصيدة قوله‏:‏ الخفيف ضن عني بالنزر إذ أنا يقظا - - ن وأعطى كثيره في المنام والتقينا كما اشتهينا ولا عي - - ب سوى أن ذاك في الأحلام وكانت وفاة الشريف في يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول‏.‏

وفيها توفي محمد بن عبد الله بن أحمد أبو الوليد المرسي يعرف بابن منقذ حدث عن سهل بن إبراهيم وغيره وكان عالمًا فاضلًا ورعًا محدثًا صدوقا ثقة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثماني أذرع وسبع عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وعشرون إصبعًا‏.‏

السنة العاشرة من خلافة المستنصر معد على هصر وهي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة‏.‏

فيها مات بواسط نصراني يقال له ابن سهل وأخرجت جنازته نهارًا فثارت العامة بالنصارى وجردوا الميت وأحرقوه ومضوا إلى الدير فنهبوه‏.‏

وكان الملك العزيز بن جلال الدولة بن بويه بواسط وعمه الملك أبو كاليجار ببغداد ولم يكن له تلك الهيبة وكانوا قد أحسوا بانقراض دولة بني بويه بظهور طغرلبك السلجوقي صاحب خراسان فلم ينتطح في ذلك شاتان‏.‏

وفيها جهز المستنصر صاحب الترجمة جيشًا من مصر إلى حلب فحصروا ابن مرداس فيها واستظهروا عليه فاستنجد بالروم فلم ينجحوه‏.‏

وقد تقدم ذكر هذه الواقعة في ترجمة وفيها لم يحج أحد من العراق‏.‏

وحج الناس من مصر وغيرها‏.‏

وفيها توفي الحسن بن محمد بن أحمد أبو محمد الدمشقي المعروف بابن السكن كان عابدًا زاهدًا‏.‏

صام الدهر وله اثنتا عشرة سنة من العمر وعاش سبعًا وثمانين سنة‏.‏

وكان لا يشرب الماء في الصيف وأقام سنة وخمسة أشهر لا يشربه‏.‏

فقال له طبيب‏:‏ معدتك تشبه الآبار في الصيف باردة وفي الشتاء حارة‏.‏

وفيها توفي محمد بن محمد بن علي ابن الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن الحسين الأصغر أبو الحسن العلوي الحسيني البغدادي النسابة شيخ الأشراف‏.‏

كان فريدًا في علم الأنساب وله تصانيف كثيرة وله شعر‏.‏

وفيها توفي مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار الإمام أبو محمد القيسي القيرواني ثم القرطبي المقرئ شيخ الأندلس في زمانه حج وسمع بمكة وغيرها‏.‏

وكان إمامًا عالمًا محدثًا ورعًا صنف الكثير في علوم القرآن‏.‏

ومولده بالقيروان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم سبع أذرع وسبع أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وعشرون إصبعًا‏.‏

وهي سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة‏.‏

فيها أغارت الترك على ما وراء النهر واستولوا على بخارى وسمرقند وخوارزم فقطع طغرلبك جيحون‏.‏

وبعث أخاه إبراهيم إلى العراق فاستولى على حلوان ثم عاد إلى الري‏.‏

والتقى طغرلبك فهزمهم وعاد إلى خراسان‏.‏

وفيها زلزلت أخلاط وديار بكر زلازل هدمت القلاع والحصون وقتلص خلقًا كثيرًا‏.‏

وفيها لم يحج أحد من العراق‏.‏

وحج الناس من مصر والشام‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن حيويه الجويني الشافعي والد أبي المعالي الجويني‏.‏

وجوين بضم الجيم‏:‏ بلدة من أعمال نيسابور‏.‏

وأصلهم من العرب من بني سنبس‏.‏

سمع الحديث وتفقه بمرو على القفال وصنف التصانيف الكثيرة‏.‏

ومات بنيسابور‏.‏

وفيها توفي محمد بن يحيى بن محمد أبو بكر‏.‏

كان أصله من قرية بالعراق يقال لها الزيدية‏.‏

كان عالمًا بالقرآن والفرائض وسمع الحديث‏.‏

ومات في شهر رمضان‏.‏

قال أبو بكر الخطيب‏:‏ كتبت عنه وكان ثقة‏.‏

وفيها توفي الحسن بن محمد بن إبراهيم أبو علي البغدادي المالكي المقرئ العالم المشهور مصنف الروضة‏.‏

كان عالمًا بالقراءات وغيرها مفتنًا‏.‏

مات في هذه السنة‏.‏

الماء القديم ست أذرع وعشر أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وتسع عشرة إصبعًا‏.‏